Tuesday, August 26, 2008

حوار مدرب حياة مع فتاة"محرومة" من جميع ملذات الحياة

حوار





أ: أنا فتاة محرومة من جميع متع الدنيا فأهلي رموني في سجن العقد المتوارثة في هذه العائلة



ب: و ما الدليل على ذلك؟



أ: كل خطوة أحاسب عليها .. لباسي, مكياجي, صديقاتي الخ الخ الخ



ب: ألا تعتقدين أن منبع هذه التصرفات الخوف و القلق على الإبنة؟



أ: و لم لا يكون شك و سوء ظن و ربما انعدام الثقة؟



ب: قد يكون هو السبب و عموما لا يمكن تأكيد مصدر هذه التصرفات إلا بالعودة إلى نقطة البداية و مشاهدة شريط الأحداث التي حصلت معك, هل لهذه التصرفات عمر زمني محدد أم أنها أزلية؟



أ: في الحقيقة أنني و منذ الطفولة كنت فتاة العائلة المدللة فلا يرد لي طلب و لا يجرؤ أحد على افساد فرحتي أو تعكير مزاجي. كنت حرة في جميع تحركاتي و ثقة أهلي بي جعلتني أتجاوز حدودي إلا أن اكتشفي أهلي ذنبي و من هنا بدأ الحصار



ب: هل تتهمين أهلك بذنبك؟



أ: ليس تماما ولكن لم يكن هناك من يوجهني أو يراقبني



ب: نستنتج مما ذكرته سابقا أن سبب الحصار هو الذنب الذي ارتكبتيه و أن سبب هذا الذنب هو تجاوزك لحدود الثقة التي وضعها والديك و قد يكون السبب



1- عدم وضوح حدود الثقة



2- وضعك لحدود وهمية رغم معرفتك للصواب و الخطأ عملا بالمثل القائل " كل ممنوع مرغوب



أ: لا أستطيع تأكيد كلامك و لا نفيه كونه يحمل جانيا من الصحة خصوصا و نقطة عدم وضوح حدود الثقة



ب: لا يمكنني حصر كلمة ثقة في إطار لأنه سيكون وفقا لمفهومي الخاص ولكن أخبرني عن مفهومك لكلمة ثقة؟



أ: أعتقد أن الثقة تعني التأكد من قدرتي على انجاز المهام الموكلة إلي على أكمل وجهه و عدم تجاوزي للحدود المرسومة لي أي أن أسير وفقا للمنهج أو الحدود التي رسمها أهلي لي



ب: و ماذا إن مررت بموقف جديد خلال حياتك و لم يتعرض له أهلك و مثال على ذلك حدود العلاقة بين الجنسين؟



أ: في هذه الحالة أحكم نفسي أو أرجع إلي أهلي إن كانت حدود الزمالة و خصوصا في الجامعة غير واضحة بالنسبة لي



ب: و عندما ذكرت الذنب الذي ارتكبته إلى من رجعت في اتخاذ الخطوة التي انتهت بك لارتكابه؟



أ: رجعت إلى نفسي



ب: أخبرتني في بداية الحوار أن الأمور التي يحاسبك عليها أهلك تنحصر في المكياج و الملابس و الأصدقاء, صحيح؟



أ: هناك أمور أخرى لا تحضرني الآن ولكن ما ذكرته صحيح



ب: ماذا تمثل لك هذه الأشياء أقصد المكياج و الأصدقاء و الملابس؟


هل تعتبر أمورا أساسيا؟



أ: بالنسبة لي أجل أعتبرها أمورا أساسا لا غنى لي عنها


المكياج و الملابس هما واجهتي في هذا المجتمع و تعبير عن ذاتي فما أرتديه أو أضعه يعبران عني و الأصدقاء هم عزوتي و من أشكو أليهم همي و الجأ إليهم في ضائقتي و ألهو معهم في فرحي و سعدي هم أقرب إلي و أدرك لحاجتي من أهلي



ب: أقصد هل انعدام هذه الأمور يعني انتهاء الحياة أو المعاني الجميلة فيها؟



أ: لا بالطبع ولكن وجودهم لضفي لذة و جمالا



ب: إذا فحياتك ستستمر مع أو بدون هذه الأمور فلم دوامة المشاكل التي تعيشين فيها مع أهلك بسبب أمور تسير الحياة بوجدها أو عدمه



أ: قد تكون حاجتي للحرية هي السبب و قد تكون الأمور التي ذكرتها سابقا أحد العوامل التي تشعرني بالحرية


أجل أريد أن أشعر بالحرية ألبس ما أريد و أصاحب من أريد و أفعل ما أريد..



ب: كلامك لا يخلو من الصحة ولكن هل تعني الحرية مخالفة الأهل و اسخاطهم ؟



أ: لا ولكن يجب عليهم اعطاء مجالا للتنفس فأنا أشعر بالاختناق



ب: هم يفعلون ما يرون أن فيه مصلحة لابنتهم و المحبة التي في قلوبهم تجبرهم على فعل ذلك فأنت ابنتهم و هم يخافون عليك خصوصا مع تغيير الزمن و العادات الدخيلة على مجتمعاتنا التي "كانت" تسمى بالمجتمعات المحافظة فلا تلوميهم و حاولي أن تكونين سببا في اسعادهم لا اقلاقهم



أ: لا أعلم ما أقوله لك ولكن الأمر يحتاج صبرا و تغييرا والله المستعان



ب: أعاننا الله وإياك على فعل ما يحب و يرضى


10 comments:

Salah said...

حوار جميل

لكن هل أدى الى اقناع أحد الطرفين؟

بالنسبة لي النهاية غير واضحة.

revolution said...

أشكرك لك مرورك الكريم

الحقيقة أن الأحداث واقعية و الحوار حقيقي

أستطيع أن أطلق العنان لخيالي و أرسم نهاية سعيدة أو تعيسة ولكني لا أعلم كيف ستكون النهاية فأنا لا أزال
أراقب الوضع لأعلم كيف ستكون النهاية فالفتاة المحرومة في هذا الحوار لا تزال ترا نفسها محرومة مظلومة ولكن هدف مدرب الحياة أن يجعلها تتساءل عن جوانب أخرى ايجابية لم تكن تلتفت لها و الأمر يحتاج لوقت و متابعة

سؤال said...

أعاننا الله وإياك على فعل ما يحب و يرضى

حوار جمبل :)

Anonymous said...

حوار منطقي!
من الأشياء الايجابية في العالم الغربي ان الناس عامة يتعاملون مع مدربي الحياةو علماء النفس ليحلوا مشاكلهم اليومية ..و لكل مجتمع همومه!
و لكن هنا عندنا اعتقاد سائد ان اذا أخذنا مثل هذه الجلسات مع علماء نفس او من هم وظيفتهم "مدرب حياة" نكون ممن ندرج تحت مسمى " متخلفين عقليا" او عندنا خلل نفسي !

اعتقد ان هذه الفتاة مع كل همومها كانت ايجابية لتحدث الى مدرب حياة او مدربة حياة :)

تحياتي

revolution said...

سؤال:

أشكرك على مرورك و تخصيص شيء من وقتك لقراء الحوار

ندى الجنة:
العقليات الرجعية متواجدة في كل مكان و زمان ولكني أرى انقراضها قريب :)

بالنسبة للأطباء النفسيين أعتقد أن وظيفتهم متعلقة بالحالات المرضية و هنا يقع اللبس فأشخاص كثيرون يتجهون إلى الأطباء النفسيين لمشاكل "غير مرضية" على الرغم من أن ضالتهم عند مدرب الحياة

revolution said...

منا و منكم صالح الأعمال

و عيدكم مبارك :)

قناة الرحمة said...

دعوة من الأنسة منى مشرفة مركز خدمة المدونين العرب لخدمة نشر المقالات على العالم ودعوة للعضوية فى مراسلتنا ونشر مقالاتكم أمام أشهر مدونة عربيةوتسجيلكم لدينا

قناة الرحمة said...

مررت فأعجبتنى المدونة فتركت لكم بصمتى وأيضا
دعوة من الأنسة منى مشرفة مركز خدمة
المدونين العرب لخدمة نشر المقالات على العالم ودعوة للعضوية فى مراسلتنا ونشر مقالاتكم أمام أشهر مدونة عربيةوتسجيلكم لدينا

ملاحـظـة said...

سأحاور الشخصة هنا
مررنا جميعا في ذات المرحلة حين اكتشف اهلنا اول علاقة هبلة مع الجنس الاخر و اتكلم هنا عن نفسي

ما يجعلني اطمئن با بالفعل اسرتك تحبك و لولا الحادث العرض لكنتي مازلتي البنت المدلله و الغنوجة في البيت لذا ما يجعلك تصبرين هو ان القاعدة هي محبتهم و الاستثناء هو عقابهم

ومع الوقت سيتجاوزن و ستتجاوزين

هم يحملون جزء من الذنب حيث الحده في العقاب المتأتيه من النقيض تماماامر صعب ادراكه

لكن ايضا حتى ترتاحي يجب ان تحملي نفسك جزء من الخطأ.. صدقيني لو اقنعت نفسك بجزء من المسئوليه سيسهل عليك تحمل الوضع

اما الحرية : ما ابي انظر بس مع الموقت راح تكتشفين انه الكلمة لها الف وجهه و انه لو اختفى عن احد هذه الوجوه تستطيعين ان تستدعيناحد الوجوه الاخرى

قلبي معاها
لكن حتما ستتجاوز هالمرحلة
و احتمال تضحك عليها مع مرور الوقت

بداية تدوينيه جميلة

revolution said...

أختي ملاحظة أشكر لك مرورك الكريم و تعقيبك الجميل

جميل أن يستفيد الانسان من خطأه و يعيد حساباته و هذا إن دل على شيء فهو يدل على عقلية متفتحة و ناضجة

أنار الله لك بصيرتك عزيزتي و لا تحرمينا من تعقيباتك المفيدة :)