Sunday, February 28, 2010

From BuSanad Blog


.

تناقلت وسائل الإعلام خبر زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لكلية دار الحكمة للبنات في جدة، والكلمة التي ألقتها هناك، حيث صعّدت الخطاب ضد إيران، وخطورة امتلاكها للأسلحة النووية.

.

كما تحدثت أيضا عن حقوق المرأة السعودية، وكيف يتم تحسين صورتها المشوهة في الإعلام الغربي..إلخ

.

اعتقدت كلينتون أن حديثها عن حقوق المرأة السعودية سيجعلها تبدو رائعة في عيون الطالبات.. وأنها ستكسبهن بمثل هذا الخطاب العاطفي، لكن المفاجأة كانت أن الطالبات في مداخلاتهن لم يتطرقن إلى شيء من حقوق المرأة السعودية، بل كانت أسئلتهن عن السياسة الخارجية الأمريكية والحروب المقبلة في المنطقة!!

.

إحدى الطالبات - وحسب ما نقلت النيويورك تايمز – تحدثت عن النفاق الأمريكي، والنظرة المزدوجة في التعاطي مع قضايا المنطقة، وخاصة القضية الفلسطينية، والتحريض على البرنامج النووي الإيراني، وتناسي البرنامج النووي الإسرائيلي الذي بات يشكل تهديدا مباشرا للعرب والمسلمين بعد نجاحه في إنتاج أكثر من مائتي رأس نووي.

.

إذن الرسالة الواضحة التي أحرجت كلينتون والتي أوصلتها بنات جدة بكل صراحة أن القضايا التي تستولي على أذهانهن ليست تلك القضايا القشرية التي تحاولين -ياكلينتون- أنك تسوقين نفسك ونظامك السياسي من خلالها.. فخطأ منع المرأة من قيادة السيارة لا يوازي أبدا خطيئة احتلال العراق ودعم إسرائيل والسكوت عن جرائمها.. فلا تسطّحين المسائل ولا تستغفلين البنات الواعيات!

.

كان من بين الحاضرات فتيات متشحات بالشال الفلسطيني، وقد حاولت وسائل الإعلام أن تخفيهن، وبالطبع لم يُعطى لهن المجال للتعقيب، وما إن انتهت المحاضرة حتى اتجهن إلى كلينتون، وقُلن لها: ” نحن لا نحترمكم لأنكم احتللتم العراق وأفغانستان ، ولضربكم باكستان ولدعمكم لإسرائيل ومن العار أن نحصل على توقيعك

.

يالها من كلمات صادقة نزلت على كلينتون كالصاعقة في الوقت الذي لا يكلّمها المسؤولون العرب الكبار إلا بكلمات التبجيل والتفخيم، وإعلان الولاء والطاعة!

.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يجرأ حاكم عربي أن يقول مثل هذه الكلمات لهذه المرأة؟!!

.

تحية إكبار وإجلال وإفتخار لبنات جدة، اللواتي قلن كلمات عجز بعض الرجال أن يقولوا عُشرها!!

.

.

تحياتي

.

بوسند