حوار
أ: أنا فتاة محرومة من جميع متع الدنيا فأهلي رموني في سجن العقد المتوارثة في هذه العائلة
ب: و ما الدليل على ذلك؟
أ: كل خطوة أحاسب عليها .. لباسي, مكياجي, صديقاتي الخ الخ الخ
ب: ألا تعتقدين أن منبع هذه التصرفات الخوف و القلق على الإبنة؟
أ: و لم لا يكون شك و سوء ظن و ربما انعدام الثقة؟
ب: قد يكون هو السبب و عموما لا يمكن تأكيد مصدر هذه التصرفات إلا بالعودة إلى نقطة البداية و مشاهدة شريط الأحداث التي حصلت معك, هل لهذه التصرفات عمر زمني محدد أم أنها أزلية؟
أ: في الحقيقة أنني و منذ الطفولة كنت فتاة العائلة المدللة فلا يرد لي طلب و لا يجرؤ أحد على افساد فرحتي أو تعكير مزاجي. كنت حرة في جميع تحركاتي و ثقة أهلي بي جعلتني أتجاوز حدودي إلا أن اكتشفي أهلي ذنبي و من هنا بدأ الحصار
ب: هل تتهمين أهلك بذنبك؟
أ: ليس تماما ولكن لم يكن هناك من يوجهني أو يراقبني
ب: نستنتج مما ذكرته سابقا أن سبب الحصار هو الذنب الذي ارتكبتيه و أن سبب هذا الذنب هو تجاوزك لحدود الثقة التي وضعها والديك و قد يكون السبب
1- عدم وضوح حدود الثقة
2- وضعك لحدود وهمية رغم معرفتك للصواب و الخطأ عملا بالمثل القائل " كل ممنوع مرغوب
أ: لا أستطيع تأكيد كلامك و لا نفيه كونه يحمل جانيا من الصحة خصوصا و نقطة عدم وضوح حدود الثقة
ب: لا يمكنني حصر كلمة ثقة في إطار لأنه سيكون وفقا لمفهومي الخاص ولكن أخبرني عن مفهومك لكلمة ثقة؟
أ: أعتقد أن الثقة تعني التأكد من قدرتي على انجاز المهام الموكلة إلي على أكمل وجهه و عدم تجاوزي للحدود المرسومة لي أي أن أسير وفقا للمنهج أو الحدود التي رسمها أهلي لي
ب: و ماذا إن مررت بموقف جديد خلال حياتك و لم يتعرض له أهلك و مثال على ذلك حدود العلاقة بين الجنسين؟
أ: في هذه الحالة أحكم نفسي أو أرجع إلي أهلي إن كانت حدود الزمالة و خصوصا في الجامعة غير واضحة بالنسبة لي
ب: و عندما ذكرت الذنب الذي ارتكبته إلى من رجعت في اتخاذ الخطوة التي انتهت بك لارتكابه؟
أ: رجعت إلى نفسي
ب: أخبرتني في بداية الحوار أن الأمور التي يحاسبك عليها أهلك تنحصر في المكياج و الملابس و الأصدقاء, صحيح؟
أ: هناك أمور أخرى لا تحضرني الآن ولكن ما ذكرته صحيح
ب: ماذا تمثل لك هذه الأشياء أقصد المكياج و الأصدقاء و الملابس؟
هل تعتبر أمورا أساسيا؟
أ: بالنسبة لي أجل أعتبرها أمورا أساسا لا غنى لي عنها
المكياج و الملابس هما واجهتي في هذا المجتمع و تعبير عن ذاتي فما أرتديه أو أضعه يعبران عني و الأصدقاء هم عزوتي و من أشكو أليهم همي و الجأ إليهم في ضائقتي و ألهو معهم في فرحي و سعدي هم أقرب إلي و أدرك لحاجتي من أهلي
ب: أقصد هل انعدام هذه الأمور يعني انتهاء الحياة أو المعاني الجميلة فيها؟
أ: لا بالطبع ولكن وجودهم لضفي لذة و جمالا
ب: إذا فحياتك ستستمر مع أو بدون هذه الأمور فلم دوامة المشاكل التي تعيشين فيها مع أهلك بسبب أمور تسير الحياة بوجدها أو عدمه
أ: قد تكون حاجتي للحرية هي السبب و قد تكون الأمور التي ذكرتها سابقا أحد العوامل التي تشعرني بالحرية
أجل أريد أن أشعر بالحرية ألبس ما أريد و أصاحب من أريد و أفعل ما أريد..
ب: كلامك لا يخلو من الصحة ولكن هل تعني الحرية مخالفة الأهل و اسخاطهم ؟
أ: لا ولكن يجب عليهم اعطاء مجالا للتنفس فأنا أشعر بالاختناق
ب: هم يفعلون ما يرون أن فيه مصلحة لابنتهم و المحبة التي في قلوبهم تجبرهم على فعل ذلك فأنت ابنتهم و هم يخافون عليك خصوصا مع تغيير الزمن و العادات الدخيلة على مجتمعاتنا التي "كانت" تسمى بالمجتمعات المحافظة فلا تلوميهم و حاولي أن تكونين سببا في اسعادهم لا اقلاقهم
أ: لا أعلم ما أقوله لك ولكن الأمر يحتاج صبرا و تغييرا والله المستعان
ب: أعاننا الله وإياك على فعل ما يحب و يرضى